فاستحسنوا منه ذلك وعابوا عليه كونه مفردا فقال أبو العذافر ورد ابن سعد العمى (علم المفحمين أن ينظموا الأشعار * منا والباخلين السخاء) فاستحسنوا منه ذلك وكان الفضل كثير البر بأبيه وكان أبوه يتأذى من استعمال الماء البارد في زمن الشتاء فيحكى أنهما لما كانا في السجن لم يقدرا على تسخين الماء فكان الفضل يأخذ الإبريق النحاس وفيه الماء فيلصقه إلى بطنه زمانا عساه تنكسر برودته بحرارة بطنه حتى يستعمله أبوه بعد ذلك وأخباره كثيرة وكانت ولادته لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائة وذكر الطبري في تاريخه في أول خلافة هارون الرشيد أن مولد الفضل بن يحيى سنة ثمان وأربعين والله أعلم وتوفي بالسجن سنة ثلاث وتسعين ومائة في المحرم غداة جمعة بالرقة وقيل إنه توفي في شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائة رحمه الله تعالى ولما بلغ الرشيد موته قال أمري قريب من أمره وكذا كان فإنه توفي بطوس سنة ثلاث وتسعين ومائة ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة وقيل النصف منه وقيل ليلة الخميس النصف من جمادى الآولى وقال ابن اللبان الفرضي في شهر ربيع الآخر مع اتفاقهم على السنة وقد تقدم أنه كان قرينه في الولادة أيضا وترتب في الخلافة ولده الأمين محمد والمأمون صاحب خراسان
(٣٦)