صحيحا قال أبو علي وعاش بعد ذلك عامين وكنت أسأله عن شكوكي في اللغة وهو بهذه الحال فيرد بأسرع من النفس بالصواب وقال لي مرة وقد سألته عن بيت شعر لئن طفئت شحمتا عيني لم تجد من يشفيك من العلم قال أبو علي ثم قال لي يا بني وكذلك قال لي أبو حاتم وقد سألته عن شيء ثم قال لي أبو حاتم وكذلك قال لي الأصمعي وقد سألته وقال أبو علي وآخر شيء سألته عنه جاوبني أن قال لي يا بني حال الجريض دون القريض فكان هذا الكلام آخر ما سمعته منه وكان قبل ذلك كثيرا مايتمثل (فواحزني أن لاحياة لذيذة * ولا عمل يرضى به الله صالح) وقال المرزباني قال لي ابن دريد سقطت من منزلي بفارس فانكسرت ترقوتي فسهرت ليلتي فلما كان آخر الليل غمضت عيني فرأيت رجلا طويلا أصفر الوجه كوسجا دخل علي وأخذ بعضادتي الباب وقال أنشدني أحسن ما قلت في الخمر فقلت ما ترك أبو نواس لأحد شيئا فقال أنا أشعر منه فقلت ومن أنت فقال أنا أبو ناجية من أهل الشام وأنشدني (وحمراء قبل المزج صفراء بعده * أتت بين ثوبي نرجس وشقائق) (حكت وجنة المعشوق صرفا فسلطوا * عليها مزاجا فاكتست لون عاشق) فقلت له أسأت فقال ولم قلت لأنك قلت وحمراء فقدمت الحمرة ثم قلت بين ثوبي نرجس وشقائق فقدمت الصفرة فهلا قدمتها على الأخرى فقال ما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يابغيض وجاء في رواية أخرى أن الشيخ أبا علي الفارسي النحوي قال أنشدني ابن دريد هذين البيتين لنفسه وقال جاءني إبليس في المنام وقال أغرت على أبي
(٣٢٧)