صحب أبا العباس ثعلبا زمانا فعرف به ونسب إليه وأكثر من الأخذ عنه وأستدرك على كتابه الفصيح جزءا لطيفا سماه فائت الفصيح وشرحه أيضا في جزء آخر وله كتاب اليواقيت وكتاب شرح الفصيح لثعلب وكتاب الجرجاني وكتاب الموضح وكتاب الساعات وكتاب يوم وليلة وكتاب المستحسن وكتاب العشرات وكتاب الشورى وكتاب البيوع وكتاب تفسير أسماء الشعراء وكتاب القبائل وكتاب المكنون والمكتوم وكتاب التفاحة وكتاب المداخل وكتاب على المداخل وكتاب النوادر وكتاب فائت العين وكتاب فائت الجمهرة وكتاب ما أنكرته الأعراب على أبي عبيد فيما رواه أو صنفه وكان ينقل غريب اللغة وحوشيها وأكثر ما نقل أبو محمد ابن السيد البطليوسي في كتاب المثلث عنه وحكى عنه غرائب وروى عنه أبو الحسن محمد بن رزقويه وأبو علي ابن شاذان وغيرهم وكانت ولادته سنة إحدى وستين ومائتين وتوفي يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وأربعين وقيل أربع وأربعين وثلاثمائة ودفن يوم الاثنين ببغداد في الصفة التي تقابل معروفا الكرخي رضي الله عنه وبينهما عرض الطريق رحمه الله تعالى وكان اشتغاله بالعلوم واكتسابها قد منعه من اكتساب الرزق والتحيل له فلم يزل مضيقا عليه وكان لسعة روايته وغزارة حفظه يكذبه أدباء زمانه في أكثر نقل اللغة ويقولون لو طار طائر لقال أبو عمر حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي ويذكر في معنى ذلك شيئا فأما روايته الحديث فإن المحدثين يصدقونه ويوثقونه وكان أكثر ما يميله من التصانيف يلقيه بلسانه من غير صحيفة يراجعها حتى قيل أنه أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة من اللغة فلهذا الإكثار نسب إلى الكذب وكان يسأل عن شيء قد تواطأت الجماعة على وضعه
(٣٣٠)