ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلافق مع حسن المعاشرة ولين الكنف وكثرة الاحتمال وكرم النفس وحسن العهد وثبات الود واستقضي ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ احكامه وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه وسألته عن مولده فقال ولدت ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة وتوفي بالعدوة ودفن بمدينة فأي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة رحمه الله تعالى انتهى كلام ابن بشكوال قلت أنا وهذا الحافظ له مصنفات منها كتاب عارضة الأحوذي في شرح الترمذي وغيره من الكتب وكانت ولادته بإشبيلية وقيل إن ولادته كانت سنة تسع وستين وقيل إن وفاته كانت في جمادى الأولى على مرحلة من فاس عند رجوعه من مراكش ونقل إلى فاس ودفن بمقبرة الجياني 182 وتوفي والده بمصر منصرفا عن المشرق في السفرة التي كان ولده المذكور في صحبته وذلك في المحرم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ومولده سنة خمس وثلاثين وكان من أهل الآداب الواسعة والبراعة والكتابة رحمه الله تعالى وقد تقدم الكلام على المعافري والإشبيلي ومعنى عارضة الأحوذي فالعارضة القدرة على الكلام يقال فلان شديد العارضة إذا كان ذا قدرة على الكلام والأحوذي الخفيف في الشيء لحذقه وقال الأصمعي الأحوذي المشمر في الأمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء وهو بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وكسر الذال المعجمة وفي آخره ياء مشددة
(٢٩٧)