(إذا كنت في حاجة مرسلا * وأنت بها كلف مغرم) (فأرسل حكيما ولا توصه * وذاك الحكيم هو الدرهم) وقال الطرشوشي المذكور كنت ليلة نائما في بيت المقدس فبينا انا في جنح الليل إذا سمعت صوتا حزينا ينشد (أخوف ونوم إن ذا لعجيب * ثكلتك من قلب فأنت كذوب) (اما وجلال الله لو كنت صادقا * لما كان للأغماض منك نصيب) قال فأيقظ النوام وابكى العيون وكانت ولادة الطرطوشي المذكور سنة إحدى وخمسين وأربعمائة تقريبا وتوفي ثلث الليل الأخير من ليلة السبت لأربع بقين من جمادى الأولى سنة عشرين وخمسمائة بثغر الإسكندرية وصلى عليه ولده محمد ودفن في مقبرة وعلة قريبا من البرج الجديد قبلي الباب الأخضر رحمه الله تعالى وذكر ابن بشكوال في كتاب الصلة انه توفي في شعبان من السنة المذكورة قلت هكذا وجدت تاريخ وفاة هذا الشيخ في مواضع كثيرة ثم ظفرت بدمشق في أوائل سنة ثمانين وستمائة بمشيخة جمعت لشيخنا القاضي بهاء الدين يوسف المعروف بابن شداد المذكور في حرف الياء ذكر فيها شيوخه الذين سمع عليهم ثم ذكر بعدهم الشيوخ الذين أجازوه فذكر في جملتهم الشيخ أبا بكر الطرطوشي المذكور ولا خلاف ان ابن شداد مولده في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فكيف يجيزه الطرطوشي ووفاته في سنة عشرين وخمسمائة فقد توفي قبل مولد ابن شداد بتسع عشرة سنة وكان يمكن ان يقال ربما وقع الغلط من الذي جمع المشيخة لكن هذه النسخة التي رأيتها قرئت عليه وكتب خطه عليها بالسماع فما بقي الغلط منسوبا إلى جامع المشيخة بل يحتاج هذا إلى التحقيق من جهة أخرى وقد نبهت عليه ليكشف عن ذلك من يقف عليه ولا ينسبني إلى الغلط في ذلك والله أعلم بالصواب
(٢٦٤)