وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٥
قول الأنصارية المأسورة بمكة وكانت قد نجت على ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وصلت إليه قالت يا رسول الله إني نذرت إن نجوت عليها أن أنحرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبئس ما جزيتها وتفسير هذا المعنى إني لست أحتاج أن أرحل إلى غيرك فقد كفيتني وأغنيتني إلا أن الشماخ وعد ناقته بالذبح وذا الرمة دعا عليها أيضا بالذبح وأبو نواس حرم الركوب على ظهرها وأراحها من الكد في الأسفار فهو أتم في المقصود لكونه أحسن إليها في قبالة إحسانها إليه حيث أوصلته إلى الممدوح وكان لذي الرمة إخوة هشام وأوفى ومسعود فمات أوفى ثم مات ذو الرمة بعده فقال مسعود يرثيهما هكذا قال ابن قتيبة وقال في الحماسة في المراثي خلاف هذا والله أعلم بالصواب والأبيات التي قالها مسعود:
(تعزيت عن أوفى بغيلان بعده * عزاء وجفن العين ملآن مترع) (ولم ينسني أوفى المصيبات بعده * ولكن نكء القرح بالقرح أوجع) وهي من جملة أبيات وهذا مسعود هو الذي أشار إليه أبو تمام بقوله:
(إن كان مسعود سقى أطلالهم * سبل الشؤون فلست من مسعود) قال أبو القاسم الآمدي صاحب كتاب الموازنة بين الطائيين في الكلام على هذا البيت هذا مسعود أخو ذي الرمة وكان يلوم أخاه ذا الرمة على بكائه الطلول حتى قال فيه ذو الرمة (عشية مسعود يقول وقد جرى * على لحيتي من واكف الدمع قاطر) (أفي الدار تبكي إذ بكيت صبابة * وأنت امرؤ قد حلمتك العشائر)
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 19 21 22 ... » »»