له تذوق الموت قبل أن تذوقه والله أعلم ومن شعره السائر فيها (إذا هبت الأرواح من نحو جانب * به أهل مي هاج قلبي هبوبها) (هوى تذرف العينان منه وإنما * هوى كل نفس حيث كان حبيبها) وكان ذو الرمة يشبب بخرقاء أيضا وهي من بني البكاء بن عامر بن صعصعة وسبب تشبيبه بها أنه مر في سفر ببعض البوادي فإذا خرقاء خارجة من خباء فنظرإليها فوقعت في قلبه فخرق إدواته ودنا منها يستطعم كلامها فقال إني رجل على ظهر سفر وقد تخرقت إدواتي فأصلحيها لي فقالت والله ما أحسن العمل وإني لخرقاء والخرقاء التي لا تعمل شغلا لكرامتها على أهلها فشبب بها ذو الرمة وسماها خرقاء وإياها عنى بقوله وهو في غاية المبالغة:
(وما شنتا خرقاء واهيتا الكلى * سقى بهما ساق ولم يتبللا) (بأضيع من عينيك للدمع كلما * تذكرت ربعا أو توهمت منزلا) وقال المفضل الضبي كنت أنزل على بعض الأعراب إذا حججت فقال لي يوما هل لك أن أريك خرقاء صاحبة ذي الرمة فقلت له إن فعلت فقد بررتني فتو جهنا جميعا نريدها فعدل بي عن الطريق بقدر ميل ثم أتينا