ابن إرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام والذي ذكرناه أولا ذكره الحازمي في كتاب العجالة والله أعلم بالصواب 551 مالك بن دينار أبو يحيى مالك بن دينار البصري وهو من موالي بني سامة بن لؤي القرشي كان عالما زاهدا كثير الورع قنوعا لا يأكل إلا من كسبه وكان يكتب المصاحف بالأجرة وروي عنه أنه قال قرأت في التوراة أن الذي يعمل بيده طوبى لمحياه ومماته وكان يوما في مجلس وقد قص فيه قاص فبكى القوم ثم ما كان بأوشك من أن اتوا برؤوس فجعلوا يأكلون منها فقيل لمالك كل فقال إنما يأكل الرؤوس من بكى وانا لم أبك فلم يأكل وله مناقب عديدة وآثار شهيرة فمن ذلك ما حكاه أبو القاسم خلف بن بشكوال الأندلسي المقدم ذكره في كتابه الذي سماه كتاب المستغيثين بالله تعالى فإنه قال بينما مالك بن دينار يوما جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع الله لامرأة حبلى منذ أربع سنين وقد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال ما يرى هؤلاء القوم إلا أننا أنبياء ثم قرأ ثم دعا فقال اللهم هذه المرأة إن كان في بطنها جارية فأبدلها به غلاما فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ثم رفع مالك يده ورفع الناس أيديهم وجاء رسول إلى عند الرجل وقال أدرك امرأتك فذهب الرجل
(١٣٩)