وسعي به إلى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو ابن عم جعفر المنصور وقالوا له إنه لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء فغضب جعفر ودعا به وجرده وضربه بالسياط ومدت يده حتى إنخلعت كتفه وارتكب منه أمرا عظيما فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة وكأنما كانت تلك السياط حليا حلي به وذكر ابن الجوزي في شذور العقود في سنة سبع وأربعين ومائة وفيها ضرب مالك بن أنس سبعين سوطا لأجل فتوى لم توافق غرض السلطان والله أعلم وكانت ولادته في سنة خمس وتسعين للهجرة وحمل به ثلاث سنين وتوفي في شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة رضي الله عنه فعاش أربعا وثمانين سنة وقال الواقدي مات وله تسغون سنة والله أعلم بالصواب وقال ابن الفرات في تاريخه المرتب على السنين توفي مالك بن أنس الأصبحي لعشر مضين من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة وقيل إنه توفي سنة ثمان وسبعين ومائة وقيل إن مولده سنة تسعين للهجرة وقال السمعاني في كتاب الأنساب في ترجمة الأصبحي إنه ولد في سنة ثلاث أو أربع وتسعين والله أعلم بالصواب وحكى الحافظ أبو عبد الله الحميدي في كتاب جذوة المقتبس قال حدث القعنبي قال دخلت على مالك بن أنس في مرضه الذي مات فيه فسلمت عليه ثم جلست فرأيته يبكي فقلت يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك قال فقال لي يا ابن قعنب وما لس لا أبكي ومن أحق بالبكاء مني والله لووددت أني ضربت لكل مسألة أفتيت فيها برأيي بسوط سوط وقد كانت لي
(١٣٧)