وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٢٤
أصله بما وصلتني به فقال له المأمون بل ذلك موفر عليك ونأمر له بمثله فقال له إسحاق أما إذ أقررت بهذه فتوهمني تجدني فقال له ما أظنك إلا إسحاق الموصلي الذي تناهى إلينا خبره فقال أنا حيث ظننت فأقبل عليه بالتحية والسلام فقال المأمون وقد طال الحديث بينهما أما إذا إتفقتما إلى المودة فانصرفا فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده كتب المأمون في إشخاص العتابي فلما دخل عليه قال له كاثوم بلغتني وفاتك فساءتني ثم بلغني وفادتك فسرتني فقال له العتابي يا أمير المؤمنين لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لو سعتهم فضلا وإنعاما وقد خصصتني منهما بما لا يتسع له أمنية ولا ينبسط لسواه أمل لأنه لا دين إلا بك ولا دنيا إلا معك قال سلني قال يدك بالعطاء أطلق من لساني بالمسألة فوصله صلة سنية وبلغ به من التقديم والإكرام أعلى محل قال الأصمعي كتب كلثوم بن عمرو العتابي إلى رجل (ان الكريم ليخفي عنك عسرته * حتى تراه غنيا وهو مجهود) (وللبخيل على أمواله علل * زرق العيون عليها أوجه سود) (بث النوال ولا يمنعك قلته * فكل ما سد فقرا فهو محمود) قال فشاطره ماله حتى بعث إليه بنصف خاتمه وفرد نعله قال ما لك بن طوق للعتابي يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك قال نعم كانت معي حيرة الداخل وفكرة صاحب الحاجة وذل المسألة وخوف الرد مع شدة الطمع وقيل للعتابي قد فلح ابن مسلم الخلق قال لعله أكل من شعره ومثل ذلك اجتمع قوم من الشعراء على فالوذجة حارة فقال أحدهم يخاطب شخصا منهم كأنها مكانك من النار قال له أصلحها ببيت من شعرك قيل كان مروان بن السمط يرمى في شعره بالبرد وكانت له بلغة بالبصرة لا يفارق ركوبها فقال الجماز يهجوه حرف اللام
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 127 128 129 130 131 ... » »»