وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٣٦
أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احدث به إلا متمكنا على طهارة وكان يكره أن يحدث على الطريق أو قائما أو مستعجلا ويقول أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يركب في المدينة مع ضعفه وكبر سنه ويقول لا أركب في مدينة فيها جثة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفونة وقال الشافعي قال لي محمد بن الحسن أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالكا رضي الله عنهما قال قلت على الإنصاف قال نعم قال قلت ناشدتك الله من اعلم بالقرآن صاحبنا أم صاحبكم قال اللهم صاحبكم قال قلت ناشدتك الله من أعلم بالسنة صاحبنا أم صاحبكم قال اللهم صاحبكم قال قلت ناشدتك الله من اعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدمين صاحبنا أم صاحبكم قال اللهم صاحبكم قال الشافعي لم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فعلى أي شيء يقيس وقال الواقدي كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ويجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس في المسجد فكان يصلي وينصرف إلى مجلسه وترك حضور الجنائز فكان يأتي أصحابها فيعزيهم ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة ولا يأتي أحدا يعزيه ولا يقضي له حقا واحتمل الناس له ذلك حتى مات عليه وكان ربما قيل له في ذلك فيقول ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»