يميل إلى علم التاريخ وعلى خاطره منه شيء يذاكر به ولم يزل رحمه الله تعالى مؤيدا في مواقفه ومصاف مع كثرتها لم ينقل أنه انكسر في مصافه قط ولو استقصيت في تعداد محاسنه لطال الكتاب وفي شهرة معروفه غنية عن الإطالة وليعذر الواقف على هذه الترجمة ففيها تطويل ولم يكن سببه إلا ما له علينا من الحقوق التي لا نقدر على القيام بشكر بعضها ولو عملناه مهما عملنا وشكر المنعم واجب فجزاه الله عنا أحسن الجزاء فكم له علينا من الأيادي ولأسلافه على أسلافنا من الأنعام والإنسان صنيعة الإحسان ومع الاعتراف بجميله فلم أذكر عنه شيئا على سبيل المبالغة بل كل ما ذكرته عن مشاهدة وعيان وربما حذفت بعضه طلبا للإيجاز وكانت ولادته بقلعة الموصل ليلة الثلاثاء السابعة والعشرين من المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة وتوفي وقت الظهر ليلة الجمعة رابع عشر شهر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بداره في البلد التي كانت لمملوكه شهاب الدين قراطايا فلما قبض عليه فيه سنة أربع عشرة وستمائة أخذها وصار يسكنها بعض الأوقات فمات بها ثم نقل إلى قلعة إربل ودفن بها ثم حمل بوصية منه إلى مكة شرفها الله تعالى وكان قد أعد له بها قبة تحت الجبل في ذيله يدفن فيها وقد سبق ذكرها فلما توجه الركب إلى الحجاز سنة إحدى وثلاثين سيروه في الصحبة فاتفق أن رجع الحاج تلك السنة من لينة ولم يصلوا إلى مكة فردوه ودفنوه بالكوفة بالقرب من المشهد رحمه الله تعالى وعوضه خيرا وتقبل مباره وأحسن منقلبه 157 وأما زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب فإنها توفيت في شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة وغالب ظني أنها جاوزت ثمانين سنة ودفنت في
(١٢٠)