وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ١٥
وكلم الشعبي عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين في قوم حبسهم ليطلقهم فأبى فقال له أيها الأمير إن حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم وإن حبستهم بالحق فالعفو يسعهم فأطلقهم.
وكان ضئيلا نحيفا فقيل له يوما ما لنا نراك ضئيلا فقال زوحمت في الرحم وكان قد ولد هو وأخ آخر في بطن وأقام في البطن سنتين ذكره في كتاب المعارف ويقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي قال له يوما كم عطاءك في السنة فقال ألفين فقال ويحك كم عطاؤك فقال ألفان قال كيف لحنت أولا قال لحن الأمير فلحنت فلما أعرب أعربت وما أمكن أن يلحن الأمير وأعرب أنا فاستحسن ذلك منه وأجازه.
وكان مزاحا يحكى أن رجلا دخل عليه ومعه امرأة في البيت فقال أيكما الشعبي فقال هذه.
وكانت ولادته لست سنين خلت من خلافة عثمان رضي الله عنه وقيل سنة عشرين للهجرة وقيل إحدى وثلاثين وروي عنه أنه قال ولدت سنة جلولاء وهي سنة تسع عشرة وقال قتادة ولد الشعبي لأربع سنين بقين من خلافة عمر رضي الله عنه وقال خليفة بن خياط ولد الشعبي والحسن البصري في سنة إحدى وعشرين وقال الأصمعي في سنة سبع عشرة بالكوفة وتوفي بالكوفة سنة أربع وقيل ثلاث وقيل ست وقيل سبع وقيل خمس ومائة وكانت وفاته فجأة وكانت أمه من سبي جلولاء رضي الله عنه.
وشراحيل بفتح الشين المعجمة والراء وبعد الألف حاء مهملة مكسورة ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها وبعدها لام.
والشعبي بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة وبعدها باء موحدة هذه النسبة إلى شعب وهو بطن من همدان وقال الجوهري هذه النسبة إلى جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري هو وولده ودفن به وهو ذو شعبين فمن كان بالكوفة منهم قيل لهم شعبيون ومن كان منهم بمصر
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»