منهال موقعه إلى الحسام بن منقذ بسبب شهادة شهدها على ابن الجمل أن يتثبت منها ويتحققها قبل أدائها ثم قال في أثناء ذلك قل له نوبة الجمل ما كانت قليل.
وكانت عائشة رضي الله عنها خرجت من المدينة حاجة وعثمان محصور ثم صدرت عن الحج فلما كانت بسرف وهو موضع قبر ميمونة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها الخبر بقتل عثمان وبيعة علي فانصرفت راجعة إلى مكة ولحق بها طلحة والزبير ومروان بن الحكم فلما تتاموا بمكة تشاوروا فيما يريدون من الطلب بدم عثمان وهموا بالشام لمكان معاوية فصرفهم عبد الله ابن عامر عن ذلك إلى البصرة فتوجهوا إليها فأخذوا عثمان بن حنيف عامل علي بها فهموا بقتله فناشدهم الله وذكرهم صحبته لرسوا الله صلى الله عليه وسلم فأشير بضربه أسواطا فضربوه ونتفوا لحيته ورأسه حتى حاجبيه وأشفار عينيه ثم حبسوه وقتلوا خمسين رجلا كانوا معه على بيت المال وغير ذلك من أعماله فلما بلغ عليا مسيرهم خرج مبادرا إليهم واستنفر أهل الكوفة ثم سار بهم إلى البصرة وهم بضعة عشر ألفا فخرج إليه طلحة والزبير وعائشة وأهل البصرة فاقتتلوا قتالا شديدا قال عبد الله بن الزبير أمسيت يوم الجمل وفي سبع وثلاثون جراحة من طعنة وضربة وما رأيت مثل يوم الجمل قط لا يهزم منا أحد ولا منهم وما أخذ خطام الجمل أحد إلا قتل فأخذت بالخطام فقالت عائشة من قلت ابن الزبير قالت واثكل أسماء ومر بي الأشتر فعرفته فعانقته وناديت اقتلوني ومالكا فجاء ناس منا ومنهم فقاتلوا حتى تحاجزنا وضاع مني الخطام فسمعت عليا ينادي اعقروا الجمل فإنه إن عقر تفرقوا فضربه رجل فسقط فما سمعت قط أشد عجيجا منه ثم أمر علي رضي الله عنه بحمل الهودج من بين القتلى وقد كان القعقاع وزفر بن الحارث أنزلاه عن ظهر البعير فوضعاه إلى جنب البعير فأقبل محمد بن أبي بكر ومعه عمار حتى احتملاه وأدخل محمد بن أبي بكر يده فقال يا أخية قولي بنار الدنيا فقالت بنار الدنيا.