وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ١٧
أن يخيرنساءه قال لي أتختارين الله ورسوله والدار الآخرة أو الحياة الدنيا وزينتها قلت الله ورسوله أحب إلي والدار الآخرة ثم قلت له أخبرت أحدا قبلي قال لا قلت لا تخبرهن فقال صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني نذيرا ولم يبعثني معنتا ولا متعنتا.
وبلغ عائشة رضي الله عنها أن أناسا يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقالت إن الله قطع عنهما العمل فأحب أن لا يقطع عنهما الأجر.
وقيل لعائشة رضي الله عنها متى يكون الرجل مسيئا فقالت إذا ظن أنه محسن.
قال مسلم بن دارة ما زلت أستجفي عائشة رضي الله عنها في قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمنة الله لا بمنتك حتى سألت أبا زرعة الرازي فقال وآت الحمد أهله.
وقالت عائشة رضي الله عنها للخنساء كم تبكين على صخر وإنما هو جمرة في النار قالت ذاك أشد لجزعي عليه.
وسئلت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح قالت نعم كان عندي عجوز فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ادع الله أن يجعلني من أهل الجنة قال إن الجنة لا يدخلها العجائز وسمع النداء فخرج وهي تبكي فقال ما لها قالوا إنك حدثتها أن الجنة لا يدخلها العجائز قال أن الله سبحانه وتعالى يحولهن أبكارا عربا أترابا.
وكان عند عائشة رضي الله عنها طبق عنب فجاء سائل فدفعت إليه واحدة منه فضحك نساء كن فقالت إن فيما ترون مثاقيل ألذ كثيرة.
وقيل وقعت بين حيين من قريش منازعة فخرجت عائشة على بغلة تصلح بينهما فلقيها ابن أبي عتيق فقال إلى اين جعلت فداك فقالت أصلح بين هذين الحيين فقال والله ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل بعد فكيف إذا قيل يوم البغل فضحكت وانصرفت.
ومثل هذه النادرة أرسل القاضي شرف الدين بن عين الدولة الشرف ابن
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»