إنا كنى بالهر عن المحسن بن أبي الحسن ابن الفرات أيام محنتهم لأنه لم يجسر أن يذكره ويرثيه قلت وقد سبق ذكر المرثية في ترجمة أبي بكر العلاف ومن غرائب الأخبار أن زوجة المحسن ابن الفرات أرادت أن تختن ابنها بعد قتل أبيه فرأت المحسن في منامها فذكرت له تعذر النفقة فقال لها إن لي عند فلان عشرة آلاف دينار أودعته إياها فانتبهت وأخبرت أهلها فسألوا الرجل فاعترف وحمل المال عن آخره 133 وكان أبو العباس أحمد بن محمد بن الفرات أخو أبي الحسن المذكور أكتب أهل زمانه وأضبطهم للعلوم والآداب وللبحتري فيه القصيدة التي أولها (بت أبدي وجدا وأكتم وجدا * لخيال قد بات لي منك يهدي) وتوفي أبو العباس المذكور يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين وأما أخوه أبو الخطاب جعفر بن محمد بن الفرات فإنه عرضت عليه الوزارة فأباها 134 وتولاها ابنه أبو الفتح الفضل بن جعفر وكان كاتبا مجودا وهو المعروف بابن حنزابة وهي أمه وكانت جارية رومية قلده المقتدر الوزارة يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة وقيل خلع عليه في أول شهر ربيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة والله أعلم ولم يزل وزيره إلى أن قتل المقتدر لأربع بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة وتولى الخلافة أخوه القاهر بالله فاستتر أبو الفتح ابن حنزابة فولى القاهر أبا علي محمد بن علي بن مقلة الكاتب الآتي ذكره إن شاء الله تعالى الوزارة ثم تولى أبو الفتح الدواوين في أيام القاهر أيضا وخلع القاهر وسملت عيناه في يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة
(٤٢٤)