والله أعلم ثم عاد إلى الوزارة يوم الاثنين لثمان خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة وخلع عليه سبع خلع وحمل إليه ثلاثمائة ألف درهم لغلمانه وخمسون بغلا لثقله وعشرون خادما وغير ذلك من العدد والآلات وزاد في ذلك اليوم في ثمن الشمع في كل من قيراط ذهب لكثرة استعماله إياه وكان ذلك النهار شديد الحر فسقي في ذلك النهار وتلك الليلة في داره أربعون ألف رطل ثلج ولم يزل على وزارته إلى أن قبض عليه يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة ثم عاد إلى الوزارة يوم الخميس لسبع ليال بقين من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وكان يوم خرج من الحبس مغتاظا فصادر الناس وأطلق يد ولده المحسن فقتل حامد بن العباس الوزير الذي كان قبل أبيه وسفك الدماء ولم يزل وزيرا إلى أن قبض عليه لتسع ليال خلون من ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وقيل قبض عليه يوم الثلاثاء لتسع خلون من شهر ربيع الأول وكان يملك أموالا كثيرة تزيد على عشرة آلاف ألف دينار وكان يستغل من ضياعه في كل سنة ألفي ألف دينار ينفقها قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي مدحته بقصيدة فحصل لي في ذلك اليوم ستمائة دينار وكان كاتبا كافيا خبيرا قال الإمام المعتضد بالله لعبيد الله بن سليمان قد دفعت إلى ملك مختل وبلاد خراب ومال قليل وأريد أعرف ارتفاع الدنيا لتجري النفقات عليه فطلب عبيد الله ذلك من جماعة من الكتاب فاستمهلوه شهرا وكان أبو الحسن ابن الفرات وأخوه أبو العباس محبوسين منكوبين فأعلما بذلك فعملاه في يومين وأنفذاه فعلم عبيد الله أن ذلك لا يخفى على المعتضد فكلمه فيهما ووصفهما فاصطنعهما وكانت في دار أبي الحسن ابن الفرات حجرة شراب يوجه الناس على اختلاف طبقاتهم إليها غلمانها يأخذون منها الأشربة والفقاع والجلاب إلى دورهم
(٤٢٢)