وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٤٢٧
135 فنذكر ما قال غيره جمعته من مواضع متفرقة حاصله أن عبد الله بن المعتز رتب للوزارة في ذلك اليوم محمد بن داود المذكور وللقضاء أبا المثنى المذكور فلما انتقض أمره وأخذ ابن المعتز استتر ابن داود وكان من فضلاء أهل عصره وله عدة تصانيف منها كتاب الورقة في أخبار الشعراء وكتاب الوزراء وغير ذلك ثم ظهر المؤنس الخادم المذكور وخافه أبو الحسن علي ابن الفرات المذكور فأشار على مؤنس بقتله فقتل وأخرج وطرح في سقاية عند المأمونية فحمل إلى منزله وكان قتله في شهر ربيع الآخر من السنة ومولده في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بن العباس الصولي المقدم ذكره ولما عاد أمر المقتدر إلى ما كان عليه وقد قتل وزيره العباس بن الحسن في التاريخ الذي ذكره الطبري استوزر أبا الحسن علي بن الفرات المذكور فأول ما ظهر من محاسنه أنه حمل إليه من دار ابن المعتز صندوقان عظيمان فقال أعلمتم ما فيهما قيل نعم جرائد بأسماء من بايعه فقال لا تفتحوهما ودعا بنار فطرح الصندوقين فيها فلما احترقا قال لو فتحتهما وقرأت ما فيهما فسدت نيات الناسب أجمعهم علينا واستشعروا منا ومع ما فعلناه قد هدأت القلوب وسكنت النفوس ومما يتعلق بهذه الترجمة أن القاهر بالله لما خلع وسملت عيناه كما ذكرناه آل به الأمر إلى أن خرج إلى جامع المنصور ببغداد فعرف الناس بنفسه وسألهم التصدق عليه فقام إليه ابن أبي موسى الهاشمي فأعطاه ألف درهم وفي ذلك عبرة لأولي الألباب وقد سبق ذكر عبد الله بن المعتز في ترجمته لكن هذه الحاجة دعت إلى إعادتها هاهنا ونقلت من كتاب الأعيان والأماثل تأليف الرئيس أبي الحسن هلال بن المحسن بن أبي إسحاق إبراهيم الصابي وحدث القاضي أبو الحسين عبيد الله بن
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»