365 أبو سعد المتولي أبو سعد عبد الرحمن بن محمد واسمه مأمون بن علي وقيل إبراهيم المعروف بالمتولي الفقيه الشافعي النيسابوري كان جامعا بين العلم والدين وحسن السيرة وتحقيق المناظرة له يد قوية في الأصول والفقه والخلاف تولى التدريس بالمدرسة النظامية بمدينة بغداد بعد وفاة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى ثم عزل عنها في بقية سنة ست وسبعين وأربعمائة وأعيد أبو نصر ابن الصباغ صاحب الشامل ثم عزل ابن الصباغ في سنة سبع وسبعين وأعيد أبو سعد المذكور واستمر عليها إلى حين وفاته وذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني في كتابه الذي ذيله على طبقات الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في ذكر الفقهاء ما مثاله حدثني أحمد بن سلامة المحتسب قال لما جلس للتدريس أبو سعد عبد الرحمن واسمه مأمون بن علي المتولي بعد شيخنا يعني أبا إسحاق الشيرازي أنكر عليه الفقهاء استناده موضعه وأرادوا منه أن يستعمل الأدب في الجلوس دونه ففطن وقال لهم اعلموا أنني لم أفرح في عمري إلا بشيئين أحدهما أني جئت من وراء النهر ودخلت سرخس وعلي أثواب أخلاق لا تشبه ثياب أهل العلم فحضرت مجلس أبي الحارث ابن أبي الفضل السرخسي وجلست في أخريات أصحابه فتكلموا في مسألة فقلت واعترضت فلما انتهيت في نوبتي أمرني أبو الحارث بالتقدم فتقدمت ولما عادت نوبتي استدناني وقربني حتى جلست إلى جنبه وقام بي وألحقني بأصحابه فاستولى علي الفرح والشيء الثاني حين
(١٣٣)