بالعساكر ورجوعه بعد أن أنفق فيهم أكثر من مائتي ألف دينار حيث لم يتم إلى بلاد الشام ويفتح بيت المقدس ويستأصل شأفة الفرنج ثم إن شاور تمكن في الصعيد وكان ذا شهامة ونجابة وفروسية وكان الصالح قد أوصى ولده العادل رزيك أن لا يتعرض لشاور بمساءة ولا يغير عليه حاله فإنه لا يأمن عصيانه والخروج عليه وكان كما أشار والشرح يطول وقدم من الصعيد على واحات واخترق تلك البراري إلى أن خرج عند تروجة بالقرب من الإسكندرية وتوجه إلى القاهرة ودخلها يوم الأحد الثاني والعشرين من المحرم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وهرب العادل رزيك وأهله من القاهرة ليلة العشرين من المحرم المذكور وقتل العادل بن الصالح وأخذ موضعه من الوزارة واستولى ثم توجه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة في شهر رمضان منها إلى الشام مستنجدا بالملك العادل نور الدين محمود بن زنكي صاحب الشام لما خرج عليه أبو الأشبال ضرغام بن عامر بن سوار الملقب فارس المسلمين اللخمي المنذري نائب الباب بجموع كثيرة وغلبه وأخرجه من القاهرة وقتل ولده طيا وولي الوزارة مكانه كعادة المصريين فأنجده بالأمير أسد الدين شيركوه والقصة مشهورة فلا حاجة إلى الإطالة فيها وآخر الأمر أن أسد الدين تردد إلى الديار المصرية ثلاث دفعات كما سيأتي في ترجمته من هذا الحرف إن شاء الله تعالى وقتل شاور يوم الأربعاء سابع عشر وقيل ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة ودفن في تربة ولده طي وتربته بالقرافة الصغرى بالقرب من تربة القاضي الفاضل وكان المباشر لقتله الأمير عز الدين جرديك عتيق نور الدين صاحب الشام وقال الروحي في كتاب تحفة الخلفاء إن السلطان صلاح الدين أوقع به وكان إذ ذاك في صحبة عمه أسد الدين وإن قتله كان يوم السبت منتصف جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى وذكر ابن شداد في سيرة صلاح الدين أن شاور المذكور خرج إلى أسد
(٤٤٠)