وحصل طريقته حتى قال ما علق أحد طريقتي مثله ودخل نيسابور وقرأ أصول الفقه على إمام الحرمين أبي المعالي الجويني وناظر في مجلسه وارتضى كلامه ثم عاد إلى ناحية أرغيان وتقلد قضاءها سنين مع حسن السيرة وسلوك الطرائق المرضية ثم خرج إلى الحج ولقي المشايخ بالعراق والحجاز والجبال وسمع منهم وسمعوا منه ولما رجع من مكة حرسها الله تعالى دخل على الشيخ العارف الحسن السمناني شيخ وقته زائرا فأشار عليه بترك المناظرة فتركها ولم يناظر بعد ذلك وعزل نفسه عن القضاء ولزم البيت والانزواء وبنى للصوفية دويرة من ماله وأقام بها مشغولا بالتصنيف والمواظبة على العبادة إلى أن توفي على تيقظ من حاله مستهل المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة رحمه الله تعالى وهو صاحب الفتاوى المنسوبة إليه وسمع جماعة من الأئمة مثل أبي بكر البيهقي وناصر المروزي وعبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي صاحب مجمع الغرائب وذيل تاريخ نيسابور وغيرهم رحمهم الله تعالى والأرغياني بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الغين المعجمة وفتح الياء المثناة من تحتها وبعد الألف نون هذه النسبة إلى أرغيان وهي اسم لناحية من نواحي نيسابور بها عدة من القرى
(٤٣٤)