وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧
ما كان أبوك إلا حسنة من حسنات أبي لأن سليمان هو الذي ولى عمر بن عبد العزيز 280 السلطان سنجر السلجوقي أبو الحارث سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق سلطان خراسان وغزنة وما وراء النهر وخطب له بالعراقيين وأذربيجان وأران وأرمينية والشام والموصل وديار بكر وربيعة والحرمين وضربت السكة باسمه في الخافقين وتلقب بالسلطان الأعظم معز الدين كان من أعظم الملوك همة وأكثرهم عطاء ذكر عنه أنه اصطبح خمسة أيام متوالية ذهب في الجود بها كل مذهب فبلغ ما وهبه من العين سبعمائة ألف دينار غير ما أنعم به من الخيل والخلع والأثاث وغير ذلك وقال خازنه اجتمع في خزائنه من الأموال ما لم أسمع أنه اجتمع في خزائن أحد من الملوك الأكاسرة وقلت له يوما حصل في خزائنك ألف ثوب ديباج أطلس وأحب أن تبصرها فسكت وظننت أنه رضي بذلك فأبرزت جميعها وقلت أما تنظر إلى مالك أما تحمد الله تعالى على ما أعطاك وأنعم عليك فحمد الله تعالى ثم قال يقبح بمثلي أن يقال مال إلى المال وأمر للأمراء بالإذن في الدخول فدخلوا عليه ففرق عليهم الثياب الطلس وانصرفوا واجتمع عنده من الجوهر ألف وثلاثون رطلا ولم يسمع عند أحد
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»