طاعة الله واستكن إلى حرم الله ولو كان شيء مانعا للقضاء لمنعت آدم حرمة الجنة لأن الله تعالى خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته واباحه جنته فلما كان منه ما كان أخرجه من الجنة بخطيئته وآدم أكرم على الله من ابن الزبير والجنة أعظم حرمة من الكعبة فاذكروا الله يذكركم ونزل قال مالك بن دينار ربما سمعت الحجاج يذكر ما صنع به أهل العراق وما صنع بهم فوقع في نفسي أنهم يظلمونه لبيانه وحسن تخلصه للحجج قال القاضي المعافى بن زكريا في كتاب الجليس والأنيس حدث الزبير ابن بكار عن الزهري قال لما ولي الحجاج بن يوسف الحرمين بعد قتل عبد الله ابن الزبير استحضر إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله وقربه في المنزلة فلم يزل على حاله عنده حتى خرج إلى عبد الملك زائرا له فخرج معه فعادله لا يترك في بره وإجلاله وتعظيمه شيئا فلما حضر باب عبد الملك حضر به معه فلما دخل على عبد الملك لم يبدإ بشيء بعد السلام إلا أن قال قدمت عليك يا أمير المؤمنين برجل الحجاز لم أدع له والله فيها نظيرا في كمال المروءة والأدب والرئاسة والديانة والستر وحسن المذهب والطاعة والنصيحة مع القرابة ووجوب الحق إبراهيم ابن طلحة بن عبيد الله وقد أحضرته بابك ليسهل عليه إذنك وتلقاه ببشرك وتفعل به ما يفعل بمثله ممن كانت مذاهبه مثل مذاهبه فقال عبد الملك ذكرتنا حقا واجبا ورحما قريبة يا غلام ايذن لإبراهيم بن طلحة فلما دخل قربه حتى أجلسه على فراشه ثم قال له يا ابن طلحة إن أبا محمد أذكرنا ما لم نزل نعرفك به من الفضل والأدب وحسن المذهب مع قرابة الرحم ووجوب الحق فلا تدعن حاجة من خاص أمرك ولا عامة إلا ذكرتها قال يا أمير المؤمنين إن أولى الأمور أن تفتح بها الحوائج وترجى بها الزلف ما كان لله عز وجل رضى ولحق نبيه صلى الله عليه وسلم أداء ولك فيه ولجماعة المسلمين نصيحة وإن عندي نصيحة لا أجد بدا من ذكرها ولا يكون البوح بها إلا وأنا خال فأخلني ترد عليك نصيحتي قال دون أبي محمد قال نعم قال قم يا حجاج فلما جاوز الستر قال قل يا ابن طلحة نصيحتك قال الله يا أمير المؤمنين قال الله قال إنك عمدت إلى الحجاج مع تغطرسه وتعجرفه
(٤١)