إليه وفي أسفل الكتاب أبيات من جملتها (فمن مبلغ الحجاج أن سميره * قلى كل دين غير دين الخوارج) فطرح الكتاب إلى عنبسة بن سعيد وقال هذا من سميري الشيباني وهو خارجي ولا نعلم به قال القاضي أبو الفرج المعافى حدث العتبي قال كانت امرأة من الخوارج يقال لها فراشة وكانت ذات نية في رأي الخوارج تجهز أصحاب البصائر ولم يظفر بها وكان الحجاج يدعو الله أن يمكنه منها أو من بعض من جهزته فراشة فمكث ما شاء الله ثم جيء برجل فقيل له هذا ممن جهزته فراشة فخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال يا عدو الله قال أنت أولى بها يا حجاج قال أين فراشة قال مرت تطير منذ ثلاث قال أين تطير قال ما بين السماء والأرض قال أعن تلك سألتك عليك لعنة الله قال عن تلك أخبرتك عليك غضب الله قال سألتك عن المرأة التي جهزتك وأصحابك قال وما تصنع بها قال أضرب عنقها قال ويلك يا حجاج ما أجهلك أدلك وأنت عدو الله على من هو ولي الله لقد ضللت إذن وما أنا من المهتدين قال فما رأيك في أمير المؤمنين عبد الملك قال على ذلك الفاسق لعنة الله ولعنة اللاعنين قال ولم لا أم لك قال إنه أخطأ خطيئة طبقت ما بين السماء والأرض قال وما هي قال استعماله إياك على رقاب المسلمين فقال لجلسائه ما رأيكم فيه قالوا نرى أن تقتله قتلة لم يقتل مثلها أحد قال ويحك يا حجاج جلساء أخيك أحسن مجالسة من جلسائك قال وأي أخوي تريد قال فرعون حين شاور في موسى فقالوا أرجئه وأخاه وأشار هؤلاء عليك بقتلي قال فهل جمعت القرآن قال ما كان مفرقا فأجمعه قال اقرأته ظاهرا قال معاذ الله بل قرأته وأنا أنظر إليه قال فكيف تراك تلقى الله إن قتلتك قال ألقاه بعملي وتلقاه بدمي قال إذن أعجلك إلى النار قال لو علمت أن ذلك إليك أحسنت عبادتك واتقيت عذابك ولم أبغ خلافك ومناقضتك قابل إني قاتلك قال إذن
(٣٧)