عليه ولم يختلط به وذلك لأنه رثى الأمين فقال (هلا بقيت لسد فاقتنا * أبدا وكان لغيرك التلف) (قد كان فيك لمن مضى خلف * فاليوم أعوز بعدك الخلف) فلما ورد المأمون بغداد أمر أن يكتب من يصلح لمنادمته من أهل الأدب فأثبت له قوم وذكر فيهم الحسين بن الضحاك فقال أليس القائل وكان لغيرك التلف والله لا أرى وجهه على الطريق فلم يحظ في أيام المأمون بشيء وقد كان وقت خدمته للمتوكل ضعف كبرا فكتب إليه يستعفيه من الخدمة بأبيات (أسلفت أسلافك من خدمتي * في مدتي إحدى وستينا) (كنت ابن عشرين وخمس وقد * وفيت بضعا وثمانينا) (إني لمعروف بضعف القوى * وإن تجلدت أحايينا) (فإن تحملت على كبرتي * خدمة أبناء الثلاثينا) (هدت قواي ووهت أعظمي * وصرت في العلة عزونا) وعزون هذا كان نديما للمعتصم ثم للمتوكل وهو في الطبقة الأولى من الشعراء المجيدين وبينه وبين أبي نواس ماجريات لطيفة ووقائع حلوة وسمي بالخليع لكثرة مجونه وخلاعته ذكره ابن المنجم في كتابه البارع وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني وكل منهما أورد طرفا من محاسن شعره فمن ذلك قوله
(١٦٣)