وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
وللأمير تميم المذكور أشعار حسنة فمن ذلك قوله (إن نظرت مقلتي لمقلتها * تعلم مما أريد نجواه) (كأنها في الفؤاد ناظرة * تكشف أسراره وفحواه) وله أيضا (سل المطر العام الذي عم أرضكم * أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي) (إذا كنت مطبوعا على الصد والجفا * فمن أين لي صبر فأجعله طبعي) وله أيضا (وخمر قد شربت على وجوه * إذا وصفت تجل عن القياس) (خدود مثل ورد في ثغور * كدر في شعور مثل آس) وذكره العماد الكاتب في كتاب السيل وأورد له (فكرت في نار الجحيم وحرها * يا ويلتاه ولات حين مناص) (فدعوت ربي أن خير وسيلتي * يوم المعاد شهادة الإخلاص) وأشعاره وفضائله كثيرة وكان يجيز الجوائز السنية ويعطي العطاء الجزيل وفي أيام ولايته اجتاز المهدي محمد بن تومرت الآتي ذكره إن شاء الله تعالى بإفريقية عند عوده من بلاد المشرق وأظهر بها الانكار على من رآه خارجا عن سنن الشريعة ومن هناك توجه إلى مراكش وكان منه ما اشتهر وكانت ولادة الأمير تميم المذكور بالمنصورية التي تسمى صبرة من بلاد إفريقية يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وفوض إليه أبوه ولاية المهدية في صفر سنة خمس وأربعين ولم يزل بها إلى أن توفي والده في رابع شعبان سنة أربع وخمسين وأربعمائة كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى فاستبد بالملك ولم يزل إلى أن توفي ليلة السبت منتصف رجب سنة إحدى وخمسمائة ودفن في قصره ثم نقل إلى قصر السيدة بالمنستير رحمه الله تعالى
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 311 ... » »»