فلما بلغ آخره قال لي أما أنت فجزاك الله خيرا وأما أنا فما فهمت منه حرفا وتوفي أبو عثمان المازني المذكور في سنة تسع وأربعين ومائتين وقيل ثمان وأربعين وقيل ست وثلاثين ومائتين بالبصرة رحمه الله تعالى 119 بلكين جد باديس أبو الفتوح بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي وهو جد باديس المقدم ذكره ويسمى أيضا يوسف لكن بلكين أشهر وهو الذي استخلفه المعز بن المنصور العبيدي على إفريقية عند توجهه إلى الديار المصرية وكان استخلافه إياه يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة سنة إحدى وستين وثلاثمائة وأمر الناس بالسمع والطاعة له وسلم إليه البلاد وخرجت العمال وجباة الأموال باسمه وأوصاه المعز بأمور كثيرة وأكد عليه في فعلها ثم قال إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنس ثلاثة أشياء إياك أن ترفع الجباية عن أهل البادية والسيف عن البربر ولا تول أحدا من إخونك وبني عمك فإنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك وافعل مع أهل الحاضرة خيرا وفارقه على ذلك وعاد من وداعه وتصرف في الولاية ولم يزل حسن السيرة تام النظر في مصالح دولته ورعيته إلى أن توفي يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين بموضع يقال له واركلان مجاور إفريقية وكانت علته القولنج وقيل خرجت في يده بثرة فمات منها رحمه الله تعالى
(٢٨٦)