وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
أترفع رجلا أم تنصبه فقلت بل الوجه النصب يا أمير المؤمنين فقال ولم ذلك فقلت إن مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم فأخذ اليزيدي في معارضتي فقلت هو بمنزلة قولك إن ضربك زيدا ظلم فالرجل مفعول مصابكم وهو منصوب به والدليل عليه أن الكلام معلق إلى أن تقول ظلم فيتم فاستحسنه الواثق وقال هل لك من ولد قلت نعم بنية يا أمير المؤمنين قال ما قالت لك عند مسيرك فقلت طافت حولي وأنشدت وهي تبكي قول الأعشى (أيا أبتا لا ترم عندنا * فإنا بخير إذا لم ترم) (أرانا إذا أضمرتك البلاد * تجفى وتقطع منا الرحم) قال فما قلت لها قال قلت لها ما قال جرير لابنته (ثقي بالله ليس له شريك * ومن عند الخليفة بالنجاح) قال على النجاح إن شاء الله تعالى ثم أمر لي بألف دينار وردني مكرما قال المبرد فلما عاد إلى البصرة قال لي كيف رأيت يا أبا العباس رددنا لله مائة فعوضنا ألفا وكان أبو عثمان مع علمه بالنحو متسعا في الرواية قال أبو القاسم الكوكني حدثني العنزي قال أنشد رجل أبا عثمان المازني شعرا له وقال كيف تراه قال أراك قد عملت عملا بإخراج هذا من صدرك لأنك لو تركته لأورثك السل وروى المبرد عنه أيضا قال قرأ علي رجل كتاب سيبويه في مدة طويلة
(٢٨٥)
مفاتيح البحث: مدينة البصرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»