(يا دوحة الجود لا عتب على رجل * يهزها وهو محتاج إلى الثمر) وكان بالبوازيج وهي بليدة بالقرب من السلامية زاوية لجماعة من الفقراء اسم شيخهم مكي فعمل فيهم (ألا قل لمكي قول النصوح * فحق النصيحة أن تستمع) (متى سمع الناس في دينهم * بأن الغنا سنة تتبع) (وأن يأكل المرء أكل البعير * ويرقص في الجمع حتى يقع) (ولو كان طاوي الحشا جائعا * لما دار من طرب واستمع) (وقالوا سكرنا بحب الإله * وما أسكر القوم إلا القصع) (كذاك الحمير إذا أخصبت * ينقزها ريها والشبع) ذكره أبو البركات ابن المستوفى في تاريخ إربل وأثنى عليه وأورد له مقاطيع عديدة ومكاتبات جرت بينهما وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال شاب فاضل ومن شعره قوله (أقول له صلني فيصرف وجهه * كأني أدعوه لفعل محرم) (فإن كان خوف الإثم يكره وصلتي * فمن أعظم الآثام قتلة مسلم) توفي يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر سنة عشر وستمائة بالسلامية رحمه الله تعالى وكان له ولد اجتمعت به في حلب وأنشدني من شعره وشعر أبيه كثيرا وكان شعره جيدا ويقع له المعاني الحسنة والسلامية بفتح السين المهملة وتشديد اللام وبعد الميم ياء مثناة من تحتها ثم هاء وهي بليدة على شط الموصل من الجانب الشرقي أسفل الموصل بينهما مسافة يوم فالموصل في الجانب الغربي وقد خربت السلامية القديمة التي كان الظهير قاضيها وأنشئت بالقرب منها بليدة أخرى وسموها السلامية أيضا
(٣٨)