والمسلم بضم الميم وتشديد اللام وكان له ولد فاضل نبيل القدر اسمه أبو محمد عبد الحكم ولي الخطابة بجامع مصر بعد وفاة والده وكانت له خطب جيدة وشعر لطيف فمن شعره في العماد ابن جبريل المعروف بابن أخي العلم وكان صاحب ديوان بيت المال بمصر وكان قد وقع فانكسرت يده قوله (إن العماد بن جبريل أخي علم * له يد أصبحت مذمومة الأثر) (تأخر القطع عنها وهي سارقة * فجاءها الكسر يستقصي عن الخبر) وله غير ذلك أشعار نادرة ثم وجدت هذين البيتين في ديوان جعفر بن شمس الخلافة الآتي ذكره والله أعلم ومن شعر عبد الحكم المذكور في رجل وجب عليه القتل فرماه المستوفي للقصاص بسهم فأصاب كبده فقتله فقال عبد الحكم (أخرجت من كبد القوس ابنها فغدت * تئن والأم قد تحنو على الولد) (وما درت أنه لما رميت به * ما سار من كبد إلا إلى كبد) قلت البيت الأول من هذين البيتين مأخوذ من قول بعض المغاربة (لا غرو من جزعي لبينهم * يوم النوى وأنا أخو الهم) (فالقوس من خشب تئن إذا * ما كلفوها فرقة السهم) والبيت الثاني مأخوذ من قول الفقيه عمارة اليمني الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في قصيدته الميمية التي ذكرتها هناك وقد قدم من مكة شرفها الله تعالى إلى الديار المصرية وامتدح بها مليكها يومئذ وهو الفائز عيسى بن الظافر العبيدي ووزيره الصالح طلائع بن رزيك وكلاهما مذكوران في هذا التاريخ فقال من جملة القصيدة يمدح العيس التي حملته إلى مصر
(٣٤)