عصره في الفتوى والتدريس أخذ الفقه عن أبي العباس بن سريج وبرع فيه وانتهت إليه الرياسة بالعراق بعد ابن سريج وصنف كتبا كثيرة وشرح مختصر المزني وأقام ببغداد دهرا طويلا يدرس ويفتي وأنجب من أصحابه خلق كثير وإليه ينسب درب المروزي ببغداد الذي في قطيعة الربيع ثم ارتحل إلى مصر في أواخر عمره فأدركه أجله بها فتوفي لتسع خلون من رجب سنة أربعين وثلاثمائة ودفن بالقرب من تربة الإمام الشافعي رضي الله عنه وقيل إنه توفي بعد العتمة من ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب من السنة المذكورة وذكره الخطيب في تاريخه والمروزي بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو وبعدها زاء معجمة نسبة إلى مرو الشاهجان وهي إحدى كراسي خراسان وكراسي خراسان أربع مدن هذه ونيسابور وهراة وبلخ وإنما قيل لها مرو الشاهجان لتتميز عن مرو الروذ والشاهجان لفظ عجمي تفسيره روح الملك فالشاة الملك والجان الروح وعادتهم أن يقدموا ذكر المضاف إليه على المضاف ومرو هذه بناها الإسكندر ذو القرنين وهي سرير الملك بخراسان وزادوا في النسبة إليها زاء كما قالوا في النسبة إلى الري رازي وإلى إصطخر إصطخرزي على إحدى النسبتين إلا أن هذه الزيادة تختص ببني آدم عند أكثر أهل العلم بالنسب وما عدا ذلك لا يزاد فيه الزاء فيقال فلان المروزي والثوب وغيره من المتاع مروي بسكون الراء وقيل إنه يقال في الجميع بزيادة الزاء ولا فرق بينهما وهو من باب تغيير النسب وسيأتي في ترجمة القاضي أبي حامد أحمد بن عامر المرووذي الفقيه الشافعي بقية الكلام على هذين البلدين إن شاء الله تعالى
(٢٧)