7 العراقي الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن المسلم الفقيه الشافعي المصري المعروف بالعراقي الخطيب بجامع مصر كانفقيها فاضلا وشرح كتاب المهذب تصنيف الشيخ أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى في عشرة أجزاء شرحا جيدا لوم يكن من العراق وإنما سافر إلى بغداد واشتغل بها مدة فنسب إليها لإقامته بها تلك المدة وعاد إلى مصر وتولى الخطابة بجامعها العتيق والإمامة به والتصدر ولم يزل على لخطابة والإمامة به والإفادة إلى حين وفاته ومضى على سادا وأمر جميل قرأ ببغداد الفقه على أبي بكر محمد بن الحسين الأرموي وكان من أصحاب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وعلى أبي الحسن محمد بن المبارك بن الخل البغدادي وتفقه ببلده على القاضي أبي المعالي مجلي بن جميع الآتي ذكره إن شاء الله تعالى وكان في بغداد يعرف بالمصري فلما رجع إلى مصر قيل له العراقي والله أعلم وقد روي عن الخطيب أبي إسحاق المذكور أنه كان يقول أنشدني شيخنا ابن الخل المذكور ببغداد ولم يسم قائلا (في زخرف القول تزيين لباطله * والحق قد يعتريه سوء تعبير) (تقول هذا مجاج النحل تمدحه * وإن ذممت تقل قيء الزنابير) (مدحا وذما وما جاوزت وصفهما * حسن البيان يري الظلماء كالنور) وكانت ولادته بمصر سنة عشر وخمسمائة وتوفي يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادي الأولى سنة ست وتسعين وخمسمائة بمصر ودفن بسفح المقطم رحمه الله تعالى والمسلم بضم الميم وتشديد اللام وكان له ولد فاضل نبيل القدر اسمه أبو محمد عبد الحكم ولي الخطابة بجامع مصر بعد وفاة والده وكانت له خطب جيدة وشعر لطيف فمن شعره في العماد ابن جبرئيل المعروف بابن أخي العلم وكان صاحب ديوان المال بمصر وكان قد وقع فانكسرت يده قوله (إن العماد بن جبريل أخي علم * له يد أصبحت مذمومة الأثر) (تأخر القطع عنها وهي سارقة * فجاءها الكسر يستقصي عن الخبر) وله غير ذلك أشعار نادرة ثم وجدت هذين البيتين في ديوان جعفر بن شمس الخلافة الآتي ذكره والله أعلم ومن شعر عبد الحكم المذكور في رجل وجب عليه القتل فرماه المستوفي للقصاص بسهم فأصاب كبده فقتله فقال عبد الحكم (أخرجت من كبد القوس ابنها فغدت * تئن والأم قد تحنو على الولد) (وما درت أنه لما رميت به * ما سار من كبد إلا إلى كبد) قلت البيت الأول من هذين البيتين مأخوذ من قول بعض المغاربة (لا غرو من جزعي لبينهم * يوم النوى وأنا أخو الهم) (فالقوس من خشب تئن إذا * ما كلفوها فرقة السهم) والبيت الثاني مأخوذ من قول الفقيه عمارة اليمني الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في قصيدته الميمية التي ذكرتها هتاك وقد قدم من مكة شرفها الله تعالى إلى الديار المصرية وامتدح بها مليكها يومئذ وهو الفائز عيسى بن الظافر العبيدي ووزيره الصالح طلائع بن رزيك وكلاهم مذكوران في هذا التاريخ فقال من جملة القصيدة يمدح العيس التي حملته إلى مصر
(٣٣)