وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٤٣
مرة ودام بينهما الغضب فأمر جعفر البرمكي العباس بن الأحنف أن يعمل في ذلك شيئا فعمل (راجع أحبتك الذين هجرتهم * إن المتيم قلما يتجنب) (إن التجنب إن تطاول منكما * دب السلوله فعز المطلب) وأمر إبراهيم الموصلي فغنى به الرشيد فلما سمعه بادر إلى ماردة فترضاها فسألت عن السبب في ذلك فقيل لها فأمرت لكل واحد من العباس وإبراهيم بعشرة آلاف درهم وسألت الرشيد أن يكافئهما فأمر لهما بأربعين ألف درهم وكان هارون قد حبس إبراهيم في المطبق فأخبر سلم الخاسر أبا العتاهية بذلك فأنشده (سلم يا سلم ليس دونك سر * حبس الموصلي فالعيش مر) (ما استطاب اللذات مذ غاب في المطبق * رأس اللذات في الناس حر) (ترك الموصلي من خلق الله * جميعا وعيشهم مقشعر) (حبس الله والسرور فما في * الأرض شيء يلهي به ويسر) ولد إبراهيم المذكور بالكوفة سنة خمس وعشرين ومائة وتوفي ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة بعلة القولنج وقيل سنة ثلاث عشرة ومائتين والأول أصح رحمه الله تعالى وفي ترجمة العباس بن الأحنف خبر وفاته أيضا فلينظر فيها وقيل مات إبراهيم الموصلي وأبو العتاهية الشاعر وأبو عمرو الشيباني النحوي في سنة ثلاث عشرة ومائتين في يوم واحد ببغداد وإن أباه مات وهو صغير فكفله بنو تميم وربوه ونشأ فيهم فنسب إليهم والله أعلم وسيأتي ذكر ولده إسحاق وأرجان بتشديد الراء المهملة حكاه الجوهري والحازمي وهي مذكورة في ترجمة أحمد الأرجاني
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»