وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ١٦٢
وسيد البلدة أوحد عصره في علم الهندسة والرياضات والعلوم الشرعايت والآداب الشرعيات ومما أنشدني له الأمير عضد الدولة أبو الفوارس مرهف ابن أسامة بن منقذ وذكر أنه سمعها منه (جلت لدي الرزايا بل جلت هممي * وهل يضر جلاء الصارم الذكر) (غيري يغيره عن حسن شيمته * صرف الزمان وما يأتي من الغير) (لو كانت النار للياقوت محرقة * لكان يشتبه الياقوت بالحجر) (لا تغررن بأطماري وقيمتها * فإنما هي أصداف على درر) (ولا تظن خفاء النجم من صغر * فالذنب في ذاك محمول على البصر) قلت وهذا البيت مأخوذ من قول أبي العلاء المعري في قصيدته الطويلة المشهورة فإنه القائل فيها (والنجم تستصغر الأبصار رؤيته * والذنب للطرف لا للنجم في الصغر) وأورد له العماد الكاتب في الخريدة أيضا قوله في الكامل بن شاور (إذا ما نبت بالحر دار يودها * ولم يرتحل عنها فليس بذي حزم) (وهبه بها صبا ألم يدر أنه * سيزعجه منها الحمام علي رغم) وقال العماد أنشدني محمد بن عيسى اليمني ببغداد سنة إحدى وخمسين قال أنشدني القاضي الرشيد باليمن لنفسه في رجل (لئن خاب ظني في رجائك بعدما * ظننت بأني قد ظفرت بمنصف) (فإنك قد قلدتني كل منة * ملكت بها شكري لدى كل موقف) (لأنك قد حذرتني كل صاحب * وأعلمتني أن ليس في الأرض من يفي) وكان الرشيد أسود اللون وفيه يقول أبو الفتح محمد بن قادوس
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»