وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ١٦٥
وهي قصيدة جيدة ونقتصر منها على هذا القدر خوف الإطالة وجاب النفيس المذكور البلاد ومدح الناس واستجدى بشعره وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال فقيه مالكي المذهب له يد في علوم الأوائل والأدب ومن شعره قوله (يسر بالعيد أقوام لهم سعة * من الثراء وأما المقترون فلا) (هل سرني وثيابي فيه قوم سبا * أو راقني وعلى رأسي به ابن جلا) يعني قوم سبأ مزقناهم كل ممزق وابن جلا ما له عمامة يشير إلى قول الشاعر سحيم بن وثيل الرياحي (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني) وذكره العماد أيضا في كتاب السيل فقال كان من الفقهاء بمصر وقد رأيت القاضي الفاضل يثنى عليه ووجدت له قصيدة كتبها من مصر إليه ونقلت من ديوانه أيضا (يا راحلا وجميل الصبر يتبعه * هل من سبيل إلى لقياك يتفق) (ما أنصفتك جفوني وهي دامية * ولا وفى لك قلبي وهو محترق) ومن شعره أيضا في الأمير فخر الدين إسماعيل بن ثعلب (مدحت الجعفري فما أثابت * يداه فظن مدحي للثواب) (وما كان احتساب الأجر فيه * على كذب المدائح في الحساب) ومن شعره أيضا (يأبى العذار المستدير بوجهه * وكمال بهجة حسنة المنعوت) (فكأنما هو صولجان زمرد * متلقف كرة من الياقوت) وله في كأس سقطت وهو معنى بديع (ما سقطت كاسك من علة * لكن يد الفضل بتبديدها)
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»