إنه بيع بها بدرهم أقل من ثمانية أمنان من الخبز ولم أر قي كل البلاد التي تتكلم الفارسية مدينة أجمل ولا أكثر سكانا وعمرانا من أصفهان وقيل إنه إذا خزن بها القمح أو الشعير أو غيرهما من الحبوب مدة عشرين سنة لالم يفسد وقال البعض إن هواءها كان أحسن قبل إنشاء السور وإنه تغير بعد إنشائه بحيث تفسد بعض الأشياء أما الريف فقد ظل هواؤه كما كان وقد قمت بأصفهان عشرين يوما بسبب تأخر قيام القافلة وفي الثامن والعشرين من صفر سنة أربع وأربعين وأربعمائة (30 يونيو 1052) بلغنا قرية تسمى هيم آباد ومن هناك بلغنا قصبة نايين عن طريق الصحراء وجبل مسكيان ومن أصفهان إلى هناك ثلاثون فرسخا وقد سرنا من نايين مسافة ثلاثة وأربعين فرسخا حتى بلغنا قرية كرمة من ناحية بيابان التي بها عشر أو اثنتا عشرة وهي جهة جوها حار وبها نخيل وكانت تابعة قديما للقفص وحين بلغناها كان الأمير كليكى قد استولى عليها منهم ونصب عليها نائبا من قبله وجعل مقامه في قرية ذات قلعة تسمى بيادة وقد ضبط هذا الحاكم الولاية وجعل طرقها آمنة وإذا قطع القفص الطريق يرسل إليهم الأمير كليكى جنده فيقبضون عليهم ويستردون منهم المال ويقتلونهم وقد أصبح الطريق آمنا واستراح الناس بفضل هذا الأمير العظيم اللهم تباركت وتعاليت احفظ وانصر وأعن السلاطين العادلين وارحم المتوفين منهم وقد بنيت في هذا الطريق الصحراوي بين كل فرسخين في المواضع غير الملحة قباب صغيرة وخزانات يتجمع فيها ماء المطر وقد شيدت القباب حتى لا يضل المسافرون الطريق ولكي يأووا إليها ساعات في الحر والبرد وقد رأينا في الطريق الرمل المتحرك وكل من يتحول عن العلامات التي وضعت في الطريق للإرشاد فإنه لا يستطيع
(١٥٥)