فلما رأى إخوته طول غيبته جمعوا [عليها] جموعا عظيمة وقدموا على أنفسهم أحدهم وهو نمرود الجبار.
وساروا إلى أمسوس وبلغ ذلك الساحرة امرأة قدرشان، فأمرت الوزير على أمر الملك على عادتها بالخروج إليهم وبمحاربتهم، ففعل فهزموه وقتلوه وقتلوا كثيرا ممن كان معه.
ودخلوا مدينة أمسوس وأتوا دار الملك فلم يروا له خبرا، فأيقنوا بموته، وكانت الحيلة وقعت من امرأته الساحرة.
فجلس على سرير الملك نمرود (1) بن هو صال أخوه وملك الناس ووعدهم بحسن السيرة فيهم وتقييد ما كانوا ينكرونه، من أفعال أخيه واستولى على أمواله وخزائنه ففرقها على اخوته وأقطعهم جميع ما كان أخوه ادخره لنفسه.
وطلب امرأته الساحرة وابنها ليقتلهما فلم يقع لهما على خبر لان أمه ذهبت به إلى مدينة أهلها بالصعيد وكانوا كلهم سحرة وكهانا.
فامتنعت بهم وداخلت الناس وأعلمتهم أن ابنها هو الملك بعد أبيه لان أباه قلده الملك وأمرها أن تدبر الناس، وأعلمتهم فصدقوها وأجابوها وقالوا ان الغلام مغلوب على ملكه وان النمرود متغلب غاصب فاجتمع من حمايتها ونصرتها بشر كثير.
وزحف ابن الساحرة إلى نمرود بجموع كثيرة وقد عمل له السحرة أصنافا من التماثيل المهلكة والنيران المحرقة فخرج إليه نمرود واخوته فيمن معهم من الأجناد والاتباع فانهزم الملك واخوته وتعلقوا ببعض الجبال.
ونزل ابن الساحرة بدار الملك وجلس على سريره ولبس تاج أبيه وطافت به بطارقته وكان اسمه توسدون (2) ملك وهو حدث وكانت أمه تدبر أمره