عمر بن عبد العزيز، ومحمد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
قال بلخ: فحبس إبراهيم معهم فلم يلبث في الحبس إلا نحوا (1) من عشرين يوما ثم توفي. وكان يخدمه في الحبس وصيف له يقال له صاعد بن سالم، صار بعد ذلك على حجابة صالح بن علي بالشام، وكان الذي تولى تجهيزه رجلان من أهل حران، كلاهما قاض أحدهما يكنى أبا ساح مولى لآل أبي معيط، ويقال للآخر عمر بن الوليد مولى الأزد، وصلى عليه عبد العزيز ابن محمد بن مروان، ودفن في ربض حران في موضع [195 أ] يسمى اليوم مقابر قريش، كان أول من دفن فيه إبراهيم، وحضر دفنه المهلهل بن صفوان وسابق الخوارزمي مولاه. فلما حبس أبو جعفر عبد الله بن الحسن قال:
أنت قتلت أخي. وذكر المهلهل بن صفوان (2) قال: كنت أخدم إبراهيم بن محمد في الحبس، وكان معه في الحبس عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وشراحيل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، فكانوا يتزاورون (3). وخص (4) الذي بين إبراهيم وشراحيل، فأتى رسول شراحيل يوما بلبن فقال: يقول لك أخوك: إني شربت من هذا اللبن فاستطبته، فأحببت أن تشرب منه.
قال: فتناوله إبراهيم فشربه، فتوصب (5) من ساعته وتكسر جسده، وكان يوم يأتي فيه شراحيل، فأبطأ عليه فأرسل إليه شراحيل: جعلت فداك قد أبطأت فما حبسك؟ فأرسل إليه: إني لما شربت اللبن الذي أرسلت به