فساد، وليست لهم اليوم همم العرب، ولا فيهم كتحارب الاتباع للسادات وكتحالف القبائل وعصبية العشائر، وما يزالون (١) يدالون ويمتهنون ويظلمون ويكظمون ويتمنون الفرج ويؤملون، وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحى وشوارب وأصوات هائلة ولغات (٢) تخرج من أجواف منكرة، وبعد فكأني (٣) أتفاءل إلى المشرق وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح هذا الخلق. وقال: إذا رأيتم الرايات السود مقبلة من خراسان لا يمر أهلها بحصن إلا فتحوه، ولا يرفع لهم عدوهم راية إلا قصموها، ولا يلقاهم جيش إلا هزموه، يلقى أولهم العدو لقاء، وتطوى لهم الأرض طيا، ويسير الرعب بين أيديهم حتى يردوا أرض القبط ويقتلوا بها فرعون بني [٩٧ ب] أمية، فعند ذلك يقصم الله الجبارين من بني أمية ويصير الامر إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم. يا سالم! يفتتح الامر منهم بابن الحارثية من ولدي ثم يتوارثونه فأقل <من يملك> (4) منهم سنة وأكثر من يملك منهم أربعون (5) سنة، منهم المهدي الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ولا خير في الدنيا بعدهم، وأخبرني أبي رحمه الله عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده ملا من أصحابه: إن بينكم وبين الفتنة بابا مغلقا سيكسر، ثم لا تزال الفتنة مطلقة عليكم يتناحر فيها سفهاء قريش حتى يظهر قوم بالمشرق لباسهم السواد وراياتهم سود ولا ترد لهم راية، يطفئ الله بهم الفتنة ويزفون الامر إلى رجل من عترتي يأتونه به هنيئا مريئا. فاجعلوا خراسان
(٢٠٧)