فقال صخر بن مالك المزني: إني لأرجو إن ذهب أولئك أو لا يوصل والله إليهم قبل أن ترى فينا ما تحب (1). قال فمكث القوم ثلاثة أيام صافا (2) بعضهم لبعض في المسجد الحرام، والمعتمرون يمشون بينهم (3) في الصلح، فلما كان اليوم الثالث قدم أبو المعتمر في مئة رجل، وهانئ بن قيس الهمداني في مئة رجل، ونزل ظبيان (4) بن عمارة الأبطح في مئتين ومعه المال (5)، ثم أقبلوا جميعا حتى دخلوا المسجد يكبرون وينادون يا لثارات الحسين، يا لثارات الحسين. فلما رأى ذلك أصحاب ابن الزبير خافوهم، ورأى ابن الحنفية أنه قد امتنع فقال لأصحابه: اخرجوا بنا إلى الشعب، فخرجوا، ولم يقدر ابن الزبير على حبسهم، فأقاموا [47 أ] بالشعب (6). وبلغنا أن أبا عبد الله الجدلي لما نزل بذات عرق كتب إلى ابن الحنفية يعلمه قدومه، فبعث إليه ابن الحنفية: إني أكره أن تدخل الحرم بالسلاح، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، وأقبل أبو عبد الله في أصحابه معهم الخشب حتى دخلوا المسجد، وإنما سموا الخشبية لذلك، فأخرجوا محمدا وعبد الله بن العباس وأصحابه من حظيرة زمزم، وكانت بنو هاشم من أول النهار محصورين
(١٠٦)