فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥١٦
عاش بعدها سبعة أيام ثم مات. وألقى يزيد نفسه في نهر الصغانيان فنجا. وقام طرخون بأمر أصحابه. فبيتهم موسى، فرجعت الأعاجم إلى بلادها.
وكان أهل خراسان يقولون: ما رأينا مثل موسى، قاتل مع أبيه سنتين لم يفل.
ثم أتى الترمذ فغلب عليها وهو في عدة يسيرة وأخرج ملكها عنها.
ثم قاتل الترك والعجم فهزمهم وأوقع بهم.
فلما عزل يزيد بن المهلب وتولى المفضل بن المهلب خراسان وجه عثمان بن مسعود.
فسار حتى نزل جزيرة بالترمذ تدعى اليوم جزيرة عثمان، وهو في خمسة عشر ألفا.
فضيق على موسى، وكتب إلى طرخون فقدم عليه.
فلما رأى موسى الذي ورد عليه خرج من المدينة وقال لأصحابه الذين خلفهم فيها: إن قتلت فادفعوا المدينة إلى مدرك بن المهلب ولا تدفعوها إلى ابن مسعود.
وحال الترك والسغد بين موسى والحصن، وعثر به فرسه فسقط، فارتدف خلف مولى له وجعل يقول: الموت كريه. فنظر إليه عثمان فقال: وثبة موسى ورب الكعبة! وقصد له حتى سقط ومولاه، فانطووا عليه فقتلوه، وقتل أصحابه، فلم ينج منهم إلا رقية بن الحر، فإنه دفعه إلى خالد بن أبي برزة الأسلمي.
وكان الذي أجهز على موسى بن عبد الله واصل بن طيسلة العنبري.
ودفعت المدينة إلى مدرك بن المهلب. وكان قتله في آخر سنة خمس وثمانين.
وضرب رجل ساق موسى وهو قتيل فلما ولى قتيبة قتله.
999 - قالوا: ثم ولى الحجاج قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان. فخرج يريد آخرون. فلما كان بالطالقان تلقاه دهاقين بلخ فعبروا معه النهر، فأتاه حين عبر النهر ملك الصغانيان بهدايا ومفتاح من ذهب، وأعطاه الطاعة ودعاه إلى
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»