فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥١٨
1001 - قالوا. وكان ملك خارزم ضعيفا. وكان أخوه خرزاد قد ضاده وقوى عليه. فبعث ملك خارزم إلى قتيبة: إني أعطيتك كذا وكذا وأدفع إليك المفاتيح على أن تملكني على بلادي دون أخي. وخارزم ثلاث مدائن يحاط بها فارقين (؟) ومعدينة الفيل أحصنها.
وقال على بن مجاهد: إنما مدينة الفيل سمرقند.
فنزل الملك أحصن المدائن، وبعث إلى قتيبة بالمال الذي صالحه عليه، وبالمفاتيح. فوجه قتيبة أخاه عبد الرحمن بن مسلم إلى خرزاد فقاتله فقتله، وظفر بأربعة آلاف أسير فقاتلهم. وملك ملك خارزم الأول على ما شرط له. فقال له أهل مملكته: إنه ضعيف. ووثبوا عليه فقتلوه. فولى قتيبة أخاه عبيد الله ابن مسلم خوارزم.
وغزا قتيبة سمرقند، وكانت ملوك السغد تنزلها قديما ثم نزلت اشتيخن.
فحصر قتيبة أهل سمرقند، والتقوا مرارا فاقتتلوا. وكتب ملك السغد إلى ملك الشاش وهو مقيم بالطاربند فأتاه في خلق من مقاتلته. فلقيهم المسلمون فاقتتلوا أشد قتال. ثم إن قتيبة أوقع بهم وكسرهم، فصالحه غوزك على ألفي ألف ومائتي ألف درهما في كل عام، وعلى أن يصلى في المدينة. فدخلها وقد اتخذ له غوزك طعاما، فأكل وصلى واتخذ مسجدا، وخلف بها جماعة من المسلمين فيهم الضحاك بن مزاحم صاحب التفسير.
ويقال: إنه صالح قتيبة على سبع مئة ألف درهم، وضيافة المسلمين ثلاثة أيام.
وكان في صلحه بيوت الأصنام والنيران. فأخرجت الأصنام فسلبت حليتها وأحرقت. وكانت الأعاجم تقول: إن فيها أصناما من استخف بها هلك. فلما حرقها قتيبة بيده أسلم منهم خلق. فقال المختار بن كعب الجعفي في قتيبة:
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»