فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥٢٧
واستعمل هشام في سنة 112 الجنيد بن عبد الرحمن المري على خراسان.
فلقي الترك فحاربهم، ووجه طلائع له فظفروا بابن خاقان وهو سكران يتصيد.
فأخذوه فأتوا به الجنيد بن عبد الرحمن. فبعث به إلى هشام. ولم يزل يقاتل الترك حتى دفعهم. فكتب إلى هشام يستمده فأمده بعمرو بن مسلم في عشرة آلاف رجل من أهل البصرة، وبعبد الرحمن بن نعيم في عشرة آلاف من أهل الكوفة، وحمل إليه ثلاثين ألف قناة وثلاثين ألف ترس. وأطلق يده في الفريضة، ففرض لخمسة عشر ألف رجل. وكانت للجنيد مغاز، وانتشرت دعاة بنى هاشم في ولايته وقوى أمرهم. وكانت وفاة الجنيد بمرو.
وولى هشام خراسان عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: التاثت نواح من طخارستان فتحها الجنيد ابن عبد الرحمن وردها إلى صلحها ومقاطعتها.
قال: وكان نصر بن سيار غزا اشرو سنة أيام مروان بن محمد، فلم يقدر على شئ منها. فلما استخلف أمير المؤمنين العباس رحمه الله ومن بعده من الخلفاء كانوا يولون عمالهم فينقصون حدود أرض العدو وأطرافها، ويحاربون من نكث البيعة ونقض العهد من أهل القبلة، ويعيدون (ص 429) مصالحة من امتنع من الوفاء بصلحه بنصب الحرب له.
1005 - قالوا: ولما استخلف المأمون أمير المؤمنين أغزى السغد وأشروسنة ومن انتقض عليه من أهل فرغانة الجند، وألح عليهم بالحروب وبالغارات أيام مقامه بخراسان وبعد ذلك. وكان مع تسريبه الخيول إليهم يكاتبهم بالدعاء إلى الاسلام والطاعة والترغيب فيهما.
ووجه إلى كابل شاه جيشا فأدت الإتاوة وأذعن بالطاعة. واتصل إليها البريد حتى حمل إليه منا أهليلج وصل رطبا.
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»