يخرج إلى الشام فيغلب عليه. واقتدى في صلحه بمعاوية حين شغل بحرب أهل العراق فإنه صالحهم على أن يؤدى إليهم مالا وارتهن منهم رهناء وضعهم ببعلبك. ووافق ذلك أيضا طلب عمرو بن سعيد بن العاصي الخلافة وإغلاقه أبواب دمشق حين خرج عبد الملك عنها فازداد شغلا، وذلك في سنة سبعين.
ثم إن عبد الملك وجه إلى الرومي سحيم بن المهاجر فتلطف حتى دخل عليه متنكرا، فأظهر الممالاة له وتقرب إليهم بذم عبد الملك وشتمه وتوهين أمره، حتى أمنه واغتر به. ثم إنه انكفأ عليه بقوم من موالي عبد الملك وجنده كان أعدهم لمواقعته ورتبهم بمكان عرفه. فقتله ومن كان معه من الروم، ونادى في سائر من ضوي إليه بالأمان.
فتفرق الجراجمة بقرى حمص ودمشق. ورجع أكثرهم إلى مدينتهم باللكام وأتى الأنباط قراهم، فرجع العبيد إلى مواليهم.
وكان ميمون الجرجماني عبدا روميا لبني أم الحكم أخت معاوية بن أبي سفيان وهم ثقفيون، وإنما نسب إلى الجراجمة لاختلاطه بهم وخروجه (ص 160) بجبل لبنان معهم. فبلغ عبد الملك عنه بأس وشجاعة فسأل مواليه أن يعتقوه ففعلوا. وقوده على جماعة من الجند وصيره بأنطاكية، فغزا مع مسلمة بن عبد الملك الطوانة، وهو على ألف من أهل أنطاكية. فاستشهد بعد بلاء حسن وموقف مشهود. فغم عبد الملك مصابه وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره.
425 - قالوا: ولما كانت سنة تسع وثمانين اجتمع الجراجمة إلى مدينتهم وأتاهم قوم من الروم من قبل الاسكندرونة وروسس. فوجه الوليد بن عبد الملك إليهم مسلمة بن عبد الملك فأناخ عليهم في خلق من الخلق، فافتتحها على أن