قليلا ثم عقر منها ناقة يقال لها الجزلاء فسمى ذلك الفلق / فلق الجزلاء. (78 / ب) ثم لم يزل يسوقها قليلا قليلا ويؤيه بها إذا نفرت ويخبأ منها السيف حتى عقرها جمعا وبقيت منها قلائص خمس كن في أوائل الإبل حواشي بنات لبون فطردهن في الليل حتى أقبلهن شعبا من احامر يقال له لحيا جمل. فعقر ثلاثا منهن بالنبل وعلق في الأخريين سهاما من سهامه ثم عتكتا عليه فانحازتا في الشعب وخرج يطردهما.
فأما إحداهما فخرجت لمعهد الإبل وافترد بالأخرى حتى عقرها بفلق يقال له فلق ابنت الرقبا 1 وبين معقر الإبل وهذا الفلق خمسة عشر ميلا. وخرجت القلوص الأخرى حتى صبحت الرباع قياما عند رؤوس أمهاتها تحان والإبل معقرة قد مات بعضها فلما وجدت ريح الدم ورأت العقرى خرجت تعدو إلى الماء. واتبعها الراعي وهي مائة ربع وقد تلطخت مذارعها ورؤوسها وأعناقها من دماء أمهاتها فوردت على الشمردل فخرجت بنو أعيا تعادي إلى الإبل فنحروا أحياءها واقتسموا لحومها وخرج قران حتى سند في أبان الأبيض وهو جبل بين بنى أسد وقيس وهو كثير الأروى وضروب الوحش والماء فجعل يتبع الوحش فيرميها ويقتلها ويأكل من لحومها ويشرب من ذلك الماء بينا هو كذلك