شجاعا وكان يغزوا 1 على رجليه فلا تجاريه الخيل ولا يهاب شيئا وله أحاديث كثيرة عجيبة في غزواته وكان لأيهم بشئ الا ركبه وانه اتى جبلا في بلاد بنى لحيان من هذيل يشتار منه عسلا وكان يأتيه في كل عام وكان ذلك الجبل منفردا وانه اتاه فصعده وقد وضعوا عليه الرصد وكان معه نفر من أصحابه فدلوا حبلا لهم فتوصل به تابط حتى صار إلى الغار الذي فيه العسل ودلوا إليه الأسقية وذلك باعين الهذليين حتى إذا رأوه قد قر قراره خرجوا على القوم فانكشفوا وتركوه في الغار فوقف القوم على الغار فنادوه فاطلع رأسه فقالوا اصعد قال على ماذا اصعد قالوا تصعد فنرى فيك رأينا قال إن كنتم إذا صعدت امنت من أن تقتلوني وقبلتم اليسير من الفداء منى صعدت قالوا مالك علينا شرط فاصعد قال فإذا صعدت تأكلون العسل الذي اشترته قالوا نعم قال لا والله لا جمعتم قتلي وأكل عسلي وجعل يصب العسل من الأسقية من فم الغار على صفا تحته ويطرد العسل وهم يتعجبون منه ويضحكون حتى إذا فرغ واطرد العسل فأبعد أخذ زقا فشده على صدره ثم انحدر في العسل فلم يزل يزلق به حتى وقع بالأرض وبينه وبينهم مسيرة ثلاثة أميال 2 ثم انطلق فرجع إلى
(١٩٧)