الأشقر الأرتم الأغر المحجل في الساق وقد تركت عنده فرسا يقال لها المرعد قال فلما سمع كلامي انتخب من خيله فرسا من أفخر خيول مصر الموصوفة وأمر به فأسرج وألجم فأعده هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فرسه المأمون وأرسل معه حمارا يقال له عفير وبغلة يقال لها دلدل وجارية اسمها بريرة وكانت سوداء وجارية بيضاء من أجمل بنات القبط اسمها مارية وغلام اسمه محبوب وطيب وعود وند ومسك وعمائم وقباطي وأمر وزيره أن يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا يقول فيه باسمك اللهم من المقوقس إلى محمد أما بعد فقد وصل إلي كتابك وفهمته وأنت تقول ان الله أرسلك رسولا وفضلك تفضيلا وأنزل عليك قرآنا مبينا فكشفنا يا محمد خبرك فوجدناك أقرب داع إلى الله وأصدق من تكلم بالصدق ولولا أنثى ملكت ملكا عظيما لكنت أول من آمن بك لعلمي أنك خاتم النبيين وامام المرسلين والسلام عليك ورحمة الله وبركاته مني إلى يوم الدين قال وسلم الكتاب والهدية إلي وقبلني بين عيني وقال بالله عليك قبل بين عيني محمد عني هكذا ثم بعث معي من يوصلني إلى بلاد العرب والى مأمني قال فوجدنا قافلة من بلاد الشام وهي تريد المدينة فصحبتها إلى أن وردت المدينة فأتيت المسجد وأنخت ناقتي ودخلت وسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشأت أقول * أنعم صباحا يا وسيلة أحمد * نرجو النجاة غدا بيوم الموقف * اني مضيت إلى الذي أرسلتني * أطوي المهامه كالمجد المعنف * حتى رأيت بمصر صاحب ملكهم * فبدا إلي بمثل قول المنصف * فقرا كتابك حين فك ختامه * فأطل يرعد كاهتزاز المرهف * قال البطارقة الذين تجمعوا * ماذا يروعك من كتاب مشرف * قال اسكتوا يا ويلكم وتيقنوا * هذا كتاب من نبي المصحف * قالوا وهمت فقال لست بواهم * اني قرأت بيان لفظ الأحرف * وبكل سطر من كتاب محمد * خط يلوح لناظر متوقف * هذا الكتاب كتابه لك جامعا * يا خير مأمول بحبك نكتفي * قال الراوي ورجعنا إلى الفتوح قال حدثني أحمد بن عبيد عن عبد الله بن عمر السلمي عن محمد الزهري عن عبد الله بن زيد الهذلي عن أبي إسحاق الأموي وهو المعتمد عليه في فتوح مصر وأرض ربيعة والفرس حدثنا عمر بن حفص ولم ينفرد بهذه الرواية سواه وكان أصحاب السير قد اشتغلوا بوقائع العراق وفتوحه وما تجدد من سعد بن أبي وقاص
(٤٣)