* وكان له جيش وعدة جيشه * ثمانون ألفا بالحديد توشحوا * وكنا غلبناهم ثمانين مرة * يخادعنا البطليوس عنهم فنصفح * ثلاث مرار نحن نفتح بابها * وترتد للكفر الذميم وتجنح * وقد لعب الهندي يوم فتوحها * وكلت أيادينا وفي الروم نذبح * ثلاثون ألفا قد محتها سيوفنا * وأكبادنا من حرها النار تقدح * إلى أن ملأنا البر والبحر منهم * وقد شبعت أسد الفلا وترنحوا * وولت ثلاثون الألوف شواردا * وعشرون ألفا منهم قد تجرحوا * فمنهم قضى نحبا ومنهم بها طغى * ومنهم أناس في المقابر روحوا * وبطلوسهم ذاك النهار قتلته * وقد كان مقدام الجيوش مرجح * فبادرته في الحال حتى تركته * صريعا عليه الغانيات تنوح * وعاجلته في الرأس مني بضربة * فأضحى بها شطرين ملقى ومطرح * وعاد بسيف ابن الوليد مجندلا * تمر به كل الحوادث تفلح * ولما فني بطلوسهم صار جمعهم * كما شبه أغنام وغاب المسرح * وقد كان في بحر الهياج مغلغلا * تولى سرايا قومنا منه مرح * فلله ما أعداه قد كان فارسا * يفوق على جيش عظيم ويرجح * وقد فرحت أكبادنا وترنمت * لعمرك والأكباد بالنصر تفرح * أقمنا بأرض البهنسا بعد فتحها * ثلاثين يوما للمساجد نصلح * وصرت إلى أرض الصعيد معاجلا * بألفين من خيل الصحابة ترمح * من البهنسا لاسوان جمعا فتحتها * بعشر شهور بعدها ليس تلمح * وعندي الثلاثون الذي شاع ذكرها * وكل فتى يا صاح بالألف يرجح * ورحنا فتحنا الهند والسند كله * وأسيافنا في الغمد لله تسبح * وفي كل أرض عسكر قد تركته * يقيمون دين الحق والحق يوضح * وهذا كلام ابن الوليد الذي جرى * فكن سامعا معنى الذي لك أشرح * فما مثله في معمع الحرب سيد * ولا مثله في جوهر النظم أفصح * ومن بعدذا صلوا على أشرف الورى * نبي له كل البرية تجنح * عليك سلام الله ما لاح بارق * وما غرد القمري إذ الصبح يطفح * وأصحابه والآل والعترة التي * أقاموا لدين الله والشرك زحزحوا قال الراوي وصار المسلمون يصعدون إلى البيت ويأخذون الرجال من بين حريمهم من الروم ويقتلونهم حتى كلت سواعدهم من الذبح وجرى الدم في الأزقة وصارت القتلى في الشوارع والأسواق مطروحين وخرجت إليهم النصارى والقبط وهم يبكون ويقولون نحن أهل ذمتكم ونحن عوام وتجار وسوقة وكلنا مغلوبون على أمرنا وقتل خيارنا بأسيافكم وبقية الامراء
(٣٠٥)