يحال بينهم وبينه وهو باب السور الذي بظاهر المدينة ففتحوه صاحت الروم واستيقظ البطليوس وركب جواده وكان على حذر وركب المسلمون ودخلوا الباب وخرجت البطارقة والبطليوس من قصره وزحفت الروم إلى الباب وكان أول من قتل في ذلك اليوم عبد الرزاق وعنان بن مازن وكعب بن نائل السلمي بداخل الباب قال حدثنا قيس بن مازن الحميري عن عبادة بن سالم السكاكي عن أبي مسعود البدري وكان أول من فتح الباب قال ليس هو على هذه الصفة وأخبرنا سالم بن حامد عن أبي عبد الله عن أبي محمد الأنصاري عن عبد الله البدري قال كان أبو محمد الحسني يقرأ هذه الفتوح بالجامع الغزي العمري على الشيخ أبي عبد الله حتى بلغ إلى هنا وذكر الفتوح وفتح الباب وان الرجال وضعت في الغرائر قال يا بني ليس الامر كذلك فقد روى عن أبي مسعود وهو الصحيح عن فتح الباب قال أنهم قطعوا أخشابا ونصبوا سلما للتسلق عاليا علوا جدار المدينة وصبروا إلى الليل وأسندوه إلى الجدار وتسلق منهم أربعون رجلا ومنهم لسبعة المذكورون وفتحوا الباب كما ذكرنا واستيقظ الروم وخرجوا إليهم بعد فتح الباب فكان السابق إليهم عبد الرزاق رضي الله عنه فقتلوه وقتلوا معه من ذكرنا أولا وتسابق المسلمون إلى الباب فكان أول من دخل ضرار بن الأزور وهو يزعق ويقول هذه الأبيات * الجن تفزع يوم الحرب من فزعي * إذا أتيت إلى الهيجا بلاجزع * يا ويل من صنع الارصاد يخدعنا * ونحن جرثومة الامكار والخدع * لأرضين الهي في جهادهم * وقتل أبطالهم بالسيف والدرع * يا ويل كلب العدا البطلوس ان وقعت * عيني عليه لارديه إلى النزع * عيب علي إذا ما ألتقيه هنا * وأفلق الرأس منه غير مرتدع * ثم دخل من بعده خالد وهو يقول * اليوم يوم الوفا والطعن بالأسل * والضرب بالقضب في الهامات والقلل * يا ويل بطلوس كلب البهنساء إذا * لاقيته بطليق الحد معتدل * ان لم أذقه بكاسات المنون هنا * فلا سلمت ولا بلغت من أملي * قال ثم دخل من بعده ذو الكلاع الحميري وهو يقول * أني لمن حمير العالين في النسب * أهل الثنا والوفا والجود والحسب * أسد غضافرة سود جحاجحة * نرى الكماة غدافي الحرب بالقضب * الحرب عادتنا والطعن همتنا * وذو الكلاع أنا عال على الرتب * تبت يد الروم ما يدرون أن لنا * صوارما تترك الأعضاء كالقصب *
(٣٠٢)