تكلم بلسان عربي وقال يا مسلمين أريد أمير العرب قال الراوي حدثنا قيس بن شماس عن كعب بن همام عن شداد بن أوس وكان من أصحاب الرايات قال بينما نحن جلوس نتحدث مع الأمير عياض بن غانم إذ أقبل عبد الله بن عاصم وأخبر عن ذلك القس قال فأذن له الأمير عياض بالدخول فدخل القس فوجد الأمير عياضا جالسا في خيمته على فراش من أدم وحشوه من ليف وفرش المشركين التي اكتسبوها مطوية على جانب وحوله السادات والامراء رضي الله عنه كلهم جلوس حوله وهو كأنه أحدهم وسيوفهم على أفخاذهم وعليهم هيبة ووقار فلما دخل القس اندهش وحار وأخذه الانبهار ثم التفت يمينا وشمالا وقال يا قوم أيكم الأمير حتى أكلمه فإنكم كلكم أراكم سادات وامراء وعليكم هيبة ووقار فأشاروا إلى الأمير عياض فالتفت اليه وقال يا فتى أنت أمير قومك قال كذلك يزعمون ما دمت على طاعة الله عز وجل فقال له القس ان الملك البطليوس قد أرسلني إليكم يريد ذا الرأي والخبرة ليسأله عن أمركم فلعل أن يكون ذلك سبب حقن الدماء بينكم وبينه قال فعندها التفت الأمير عياض إلى أصحابه وقال ما تقولون فيما أتاكم به هذا القس ومن ينطلق اليه ويخاطبه ويعود الينا قال فوثب المغيرة بن شعبة وقال أنا أمضي اليه وأريد معي عشرة رجال من الامراء ذوي المروءة والباس فقال له الأمير اختر من شئت وفقك الله وسددك وردك الينا سالما غانما أنت ومن معك قال فالتفت وراءه وقال أين سعيد بن عبد القادر اين أبو أيوب الأنصاري أين خالد بن زيد الأنصاري أين زيد اين ثابت الأنصاري أين مسعود البدري أين جرير بن مطعم أين أبو يزيد العقيلي أين معاوية بن العكم الثقفي أين عمار بن حصين أين زيد بن أرقم فأجابوه بالتلبية فقال لهم خذوا أهبتكم وانطلقوا معي على بركة الله وعونه قال فتبادر هؤلاء الامراء السادات إلى خيامهم ولبس كل واحد درعه وتنكبوا بحجفهم وتقلدوا بسيوفهم واعتقلوا برماحهم قال الواقدي ثم إن المغيرة رضي الله عنه دخل إلى خيمته ولبس درعه وشد وسطه بمنطقته وهي من الادم وفيها خنجران واحد عن اليمين وواحد عن الشمال وتقلد بسيف من جوهر واعتقل برمح أسمر وركب جواده الأدهم وأخذ كل واحد منهم عبده راكبا على بغلة وودعهم فالتفت الأمير عياض وقال للمغيرة اعرف يا أبا شعبة ما تكلم به هذا الملعون فما عرفتك الا مفلح الحجة فادعه إلى الاسلام وما فرض عليه من الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وما أبيح من الحلال وما حرم من الحرام فان أبى فالجزية في
(٢٧٤)